عن الفيلم

كحال فيلمه ذائع الصيت «إنس بغداد»، قضى سمير أكثر من خمس سنوات في لملمة ذاكرة عائلته الموزعة في أرجاء المعمورة
والتي تشكّل أساس فيلمه الجديد «الأوديسا العراقية».
سافر المخرج مئات الساعات كي يلتقي بعمته وأعمامه وأبناء عمومته بين موسكو ونيويورك، ونيوزيلاندا وموسكو وبغداد وباريس،
وليُبحر في أوديسته التي اختار لها تقنية ثلاثية الأبعاد رغم حاجته الماسة للبعد الرابع.
كما في مشهده السينمائي متعدد الطبقات تقنياً حيث تمتزج الشخوص بالصور واللقطات مع الخطوط الكاليغرافية، فإن المواضيع
المتناولة مركبة أيضاً، تتفاعل فيها الغربة وأوجاعها وذكريات الوطن ومآسيه، نلتقي الماضي ونقابل الحاضر.
مثل أي مُخرج يعرف خُطاه بشكل جيد، لم يقع سمير في محظور التشتت والضياع، فرغم وجود عدد كبير من الشخصيات والمواقع
الجغرافية، فإن نسقاً أطّر تواجدهم في عالم الفيلم الذي استهلّه المخرج بتقديم أفراد العائلة، وصلتهم بالمخرج وأماكن تواجدهم،
كي نتعرّف عليهم، مجتمعين أو كل على حدة ومن ثم نقترب منهم كي يصبحوا عائلتنا، لأنهم يتحدثون عن همومهم التي تتقاطع
مع همومنا، وأفراحهم وأحزانهم التي تحوي الكثير مما نكتنز، فنعيش على مدى 141 دقيقة حياة تمتد لحوالي قرن من الزمن،
متضمناً لقطات أرشيفية نادرة كلّفت الكثير من البحث والجهد للحصول عليها. «الأوديسا العراقية» سفر مدهش لا يتوقف على ما
حدث للمخرج وعائلته، لكنه يحكي قصة العراق وتاريخه، يُقارن بين الماضي والحاضر، ليس بمعنى ما حدث من تطور إيجابي بل
بمعناه العكسي، حيث يُجذّر سمير مقولته التي سلط الضوء عليها في فيلمه السابق من أن المدنية بمعناها الغربي تعود في العراق
إلى منتصف القرن الماضي، لذلك نجد أن العائلة تحوي أطباء ومهندسين وعلماء وفنانين، وبتنوّع مدهش كانت أحد العوامل الرئيسية
في نجاح هذا الفيلم، علما ان الفلم بتقنية الابعاد الثلاثة.